عين زبيدة

‎تلتف قناة عين زبيدة بسفح جبل الرحمة من جهاته الثلاث، وقد هيئ لها حنفيات حجرية جميلة كي يشرب منها الحجاج بيسر وسهولة، وأقيمت تحتها مجار تتجمع فيها مياه الوضوء ثم تسيل إلى المزارع المجاورة التي كانت في ذلك الوقت.

‎وعين زبيدة أكبر وأقدم شبكة مائية في مكة المكرمة، أنشأتها زبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد عام 194هـ استجابة لمعاناة سكان مكة وحجاج بيت الله الحرام من نقص المياه وغلاء أسعارها، حتى بيعت الراوية الواحدة في المشاعر المقدسة بعشرة دراهم من الفضة.

‎تنبع عين زبيدة من ذيل جبل كرا قرب الطائف على بُعد (24كم) شرق مكة المكرمة، وتمتد قناتها من وادي نعمان، إلى عرفات، مروراً بسفح جبل الرحمة، ثم تتجه إلى مزدلفة، مروراً بدقم الوبر، ثم تسير من خلف جبل منى الجنوبي، حتى تصبّ في بئر عظيمة تُسمّى (بئر زبيدة) في منطقة تُعرف اليوم بمحبس الجن.

‎ظلت عين زبيدة تمد أهل مكة وحجاجها بالمياه العذبة مدة ألف ومائتي عام حوفظ عليها عبر العصور، وخضعت للعديد من العمارة والإصلاح، ولا تزال آثارها باقية في أنحاء متفرقة عند جبل الرحمة وبين عرفات ومزدلفة وعلى أطراف جبل منى بالعزيزية.

‎ومع التطورات الكبيرة التي شهدتها المملكة وتصاعد عدد الحجاج كل عام؛ أنشأت مشروعاً عملاقاً لتوصيل المياه المبردة إلى كل أماكن تواجد الحجاج في المشاعر المقدسة، وظلت عين زبيدة شاهداً على الجهود الكبيرة التي بذلها السابقون لخدمة ضيوف الرحمن.